صحوة شعب مصر

ساعات قلائل و يبدأ اول ماراثون حقيقى فى حياة مصر الثورة , ومع ساعات الصباح الاولى من يوم الاربعاء يتدفق المصريون
للتوجه الى مقارهم الانتخابية للادلاء باصواتهم لانتخاب رئيس للبلاد يعبر بهم الى بر الامان .
و بنظرة فاحصة الى موقف مرشحى الرئاسة نجد انه باستبعاد الشيخ حازم ابو اسماعيل و عمر سليمان و خيرت الشاطر لم يتبق غير ثلاثة عشر مرشحا اهمهم عمرو موسى واحمد شفيق و هما محسوبان على النظام السابق بشكل او بأخر و الذى يراهن عليه الكثيرون على امل اعادة الحياة الى طبيعتها الذى ألفوها طيلة العهد الماضى و لما لمسوه من استحواذ الجماعة الححظورة ( سابقا الفتوة حاليا و التى استحوذت على مقاعد الشعب و الشورى و غالبيبة النقابات و الهيئات و تريد ان تنفرد بحكم البلاد من خلال مرشحها الذى استبعد ضمن من استبعدوا واذ بهم يدفعون بمرشحهم الاحتياطى الدكتور محمد مرسى الى جانب مرشح تيار الاسلام السياسى ( الاخوان سابقا ) الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح و الذى تدعمه الجماعات الاسلاميه و حزب النور السلفى, الى جانب مرشحى الثورة و المقبولين جماهيريا و ثوريا من الشارع و الحركات الثورية و لكن نظرا لفقر حملاتهم الاعلامية يتعوض ذلك فى التواضع بالكوادر الشبابية الواعية منهم المستشار البسطويسى و ابو العز الحريرى و خالد على و منهم ايضا ذلك الفتى الثاثر الذى وقف يوميا فى مستهل حياته و هو طالب بالجامعة فى وجه السادات معارضا لاتفاقية كامب ديفيد.
و بنظرة سريعة على برامج المرشحين نجد ان برنامج د. محمد مرسى يعتبر كارثة بكل المقاييس فهو يخلو من تحديد ملامح مشروع النهضة الذى يتحدث عنه طما انه برنامج طويل المدى و يتجاوز الفترة المحددة للرئاسة و الكارثة الاكبر ان ذلك البرنامج يعطى للرئيس صلاحيات لم يحصل عليها مبارك نفسه و هى الكاريه التى ظلت مصر تعانى منها طوال حكم مبارك .
اما بالنسبة لعبد المنعم ابو الفتوح فليس هناك ادنى شك من انه يدين بالولاء للجماعة التى تربى فيها و التى تمثل له المرجعية الاساسية ولا يمكن ان نصدق الادعاءات التى يرددها هو وانصاره من انه ليبرالى و اصلاحى مع تأكيده انه لاينتمى الى الاخوان و لن يخضع لمرشد الجماعة فى حالة وصوله الى الحكم .
اما على الجانب الاخر فنجد ان فرصة احمد شفيق .. فالبعض ينظر اليه باعتباره رجلا عسكريا يمكنه اعادة الانضباط و القضاء على الفوضى الموجودة فى الشارع و فى مؤسسات الدولة مع انه كان واحدا من رموز النظام السابق و يتهمه البعض بانه كان فى الحكم اثناء موقعة الجمل. ولا شك ان ملفات الفساد يتم فتحها يوما بعد يوم سوف تكشف عن الوجه الحقيقى لكافة رجال المرحلة السابقة فتبرأ منهم من ليست له اية صلة بالفساد و يتم توقيع العقوبات على من افسد و اثرى على حساب الشعب .
اما من يختار عمرو موسى مع علمه بانه كان واحدا من نظام مبارك المخلوع , مع العلم بان عمرو موسى كان موظف بدرجة وزير فى النظام القديم و لم يفعل شيئا سوى الشعارات و لم يكن للخارجية المصرية فى عهده اى تأثير بل ان سمعة مصر تراجعت و اضمحلت كثيرا و تم قطع العلاقات مع بعض الدول بشكل غير رسمى , اما ما حدث فى اثناء توليه امانة الجامعة العربية فحدث ولا حرج من تفكك واختلافات الدول العربية.
اما حمدين صباحى وهو مرشح الفقراء و الفلاحين و نصير الطبقة الوسطى فعمرو موسى يمثل غرور الطبقة الاستقراطية و حمدين صباحى يمثل نموذج التواضع و التلاحم مع جماهير الشعب المطحونة و يقدم برنامج متكامل لحل ازمات مصر ووضع مصر على اول طريق النهضة الشاملة حتى تنتقل من مصاف دول العالم الثالث الى الدول الاقتصادية الناهضة و المنافسة على موقع متقدم فى ترتيب اقوى اقتصاديات العالم و مشروع برنامجه يبدأ من بناء نظام سياسى ديمقراطى لا ن الديمقراطية هى ابرز منجزات ثورة 25 يناير و يؤمن ضمن برنامجه بالعدالة الاجتماعية و نصيب عادل لكل مواطن فى ثروة الوطن و استقلال مصر الوطنى واستعادة دورها القومى و الاقليمى و مكانتها الدولية , و حمدين صباحى وجه مشرف و يسعى الى تحقيق حلم البسطاء و انحيازه الى الطبقة الوسطى.
هذه هى الصورة ببساطة و التى تمثل الواقع و ذلك ما ستكتشفه الايام القادمة و الذى بيده حسم الامر هو ذلك الشعب البطل القادر على المرور من هذه الازمة و العبور الى بر الامان .
[img][/img]http://imageshack.us/content_round.php?page=done&l=img444/7672/61135441.jpg#