جريدة العميد ترحب بالسادة الزائرين
رئيس مجلس الإدارة
صادق القماح

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جريدة العميد ترحب بالسادة الزائرين
رئيس مجلس الإدارة
صادق القماح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاسلاميون بين خيار الحسن وخيار الحسين بقلم صالح ابوالعباس

اذهب الى الأسفل

الاسلاميون بين خيار الحسن وخيار الحسين بقلم صالح ابوالعباس Empty الاسلاميون بين خيار الحسن وخيار الحسين بقلم صالح ابوالعباس

مُساهمة من طرف صالح ابوالعباس الإثنين 28 أكتوبر 2013 - 20:54

انقسمَ الشعب المصري انقساماً حاداً حول توصيف أحداث 30/6 ؛ فالبعض يري أنها ثورة وآخر يري أنها انقلاب .
في الحقيقة لم يشغلني توصيف هذا اليوم ، وهل هو ثورة أم انقلاب أو حتى عيد ميلاد ، بقدر ما أرقتني كيفية التعامل مع هذا الموقف ، فهناك رئيس منتخب أصبحَ الآن سجيناً ، تُشوه جماعته وتوصَف بالارهاب ويُكال لها الاتهامات بالحق وبالباطل ، وزادَ الطين بلة أن ساندها بعضُ التكفريين - قبلت أم رفضت - بتفجيراتهم المعروفة ، ولا شك أن هذه التفجيرات ستلحق بجماعة الاخوان ، وسيكتب التاريخ أن الاخوان هم من حرقوا الكنائس وفجروا المتفجرات وما الي ذالك من اتهامات بالحق وبالباطل أيضا.
هذا ليس أول حدث في تاريخ الصراع علي السلطة ؛ فالتاريخ حافل بما يشبه هذه الأحداث، صحيح قد يكون التاريخ تناول تجارب ووقائع تختلف جزئياتها أو تتفق في أخري مع جزئيات واقعنا ، لكن هذه التجارب تحمل لنا أسمي الدروس وأعظم الخبرات .
إنها حكمة السنين تأتينا سهلة مجانية لمن يقرأ ويتأمل عبر صفحات التاريخ ، فمن عاش مع دروس التاريخ طالَ عمره وزادت خبرته ، ولن نستطيع أن نعيشَ أعمارنا مرتين ؛عمراً نجرب فيه ونخطئ وعمراً نتعلم فيه من أخطائنا ، ولعلنا نذكر هنا تجربة واحدة من تجارب التاريخ لعلنا نجد فيها حلاً لأزمتنا السياسية التي نعيشها الآن .
حينما قتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ،انقسمَ المجتمع حول قضية الثأر لمقتل عثمان رضي الله عنه ، حتي وصلَ الأمر الي اقتتال عظيم كان هو الأول في تاريخ الأمة الاسلامية ، وكان بين فئتين عظيمتين ؛ بين سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، أسفر عن مقتل 70 ألفاً من أتباع سيدنا معاوية و20 الفاً من أتباع سيدنا علي .
وكلهم من خيار الناس رضي الله عن الجميع ، وبعد وفاة سيدنا علي رضي الله عنه لم تنته جذوة الحرب المشتعلة بين أبناء ملة واحدة بل ووطن واحد ، حتي قامَ سيد شباب أهل الجنة سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنه فتنازل عن الشرعية الي سيدنا معاوية فحقن بذلك الصنيع العظيم دماءَ الأبرياء التي ستسال حتماً بلا ثمن من أجل كراسي السلطة الزائلة .
لو تمسك الحسنُ رضى الله عنه بالشرعية وقال دونها الرقاب ما عَاتبه أحد ، ولكن العار خير من النار ، وقال مقولته الخالدة : " أيها الناس لقد كانت جماجمكم بين يدي فخشيت أن أقتلكم علي الملك " ، فكان صادقاً مع نفسه رضي الله عنه ، وساعياً لاستقرار أمته وتماسكها ووحدتها ، مُقدماً ذلك كله على حظوظ النفس المتشوفة دائماً للسلطة والنفوذ .
استتبَ الأمر لمعاوية رضي الله عنه ، وقبل وفاة معاوية أرادَ أن يطلب البيعة (الرئاسة )لابنه يزيد ، فبايعه الكثيرون ورفضَ مبايعته آخرون كان علي رأسهم سيدنا الحسين رضي الله عنه ، وبعد وفاة معاوية أرسلَ أهل الكوفة الي الحسين يبايعونه علي رئاسة الدولة بعد وفاة معاوية فهو أحق بها من يزيد بن معاوية ، فأرسلَ اليهم مسلم بن عقيل ليستكشف له حقيقة الأمر في الكوفة ، فتجمع أهلُ الكوفة يؤكدون لمسلم بن عقيل مبايعة الحسين ، ولكن أهل الكوفة وقتها غدروا وتراجعوا تحت قهر عبيد الله بن زياد ، فعلمَ مسلم أنه مقتول فأرسلَ للحسين يحذره من أهل الكوفة ويدعوه للعودة الي مكة ، وكان الحسين في طريقه الي الكوفة فسمع بمقتل مسلم بن عقيل فقال " إنا لله وإنا إليه راجعون " ثم قال :لا خير في العيش بعده .
ومضي رضي الله عنه وكان قد اصطحب الزوجات والأولاد ، فقتل رضي الله عنه أما م أبنائه و زوجاته فى ساحة الحرب بكربلاء ، حتي هَم البعض بإسترقاق بعض نساء بيت النبوة ..ولم يعد الشرعية ولم يحقن الدماء .وقد خطأ هذا الخيارَ الأئمةُ كالحسن البصري والإمام ابن تيمية وغيره من المفكرين المعاصرين ، مع تقدير الجميع وحبهم لسيدنا الحسين رضي الله عنه..
أما الآن .. وبعد أن وقع ما وقع وبعد أن مضي السيف فيمن مضي وبعد أن نزل القضاء بما قضي وبعد أن ضربت رقابنا ورُملت نساؤنا ويُتمَ أبناؤنا واقتحمت المساجد وانتهكت الحرمات مازال البعض مصراً علي خيار الحسين ،
المفارقة العجيبة ،أنهم أقل شجاعة من سيدنا الحسين فلم يفر حينما سمعَ بمقتل مسلم بن عقيل فقال مقولته التي تنم عن شجاعته وجسارته وبسالته رضي الله عنه : لاخير في العيش بعده ، إذ فر بالأمس القريب بعض "القادة" حينما سمعوا بفض اعتصام رابعة العدوية ، وتركوا الشباب المخلص يواجه رصاص الشرطة بصدور عارية فى مواجهة غير متكافئة بعد أن شحنوهم وللأسف شحن القائد العسكري في باحة الحرب  وقت اصطفاف العدو .
أحبتي الكرام .. ان كنتم أقل شجاعة من أن تختاروا خيارَ الحسين رضي الله عنه بعد أن تبين خطأه تاريخاً وواقعاً ،وكان قد حذركم بعض المفكرين الوسطين من عاقبة هذا الخيار فاتهمتموه بجلد الذات ونقد الذات وغيرها من الاتهامات.. فلا تحرموا أنفسكم من شرف خيار الحسن بن علي رضي الله عنه الذي حقن الدماء ووحد به الشعب وحمى به الأمة .

صالح ابوالعباس
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 11/11/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى