جريدة العميد ترحب بالسادة الزائرين
رئيس مجلس الإدارة
صادق القماح

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جريدة العميد ترحب بالسادة الزائرين
رئيس مجلس الإدارة
صادق القماح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أبشري أيتها الحائض .. فلستِ نجسا بقلم صالح ابو العباس

اذهب الى الأسفل

أبشري أيتها الحائض .. فلستِ نجسا بقلم صالح ابو العباس Empty أبشري أيتها الحائض .. فلستِ نجسا بقلم صالح ابو العباس

مُساهمة من طرف صالح ابوالعباس الأحد 8 سبتمبر 2013 - 23:11

بفضل الله ومنه قمنا بإنشاء دار لتحفيظ القرآن الكريم ملحقة بالمسجد  وبعد ثلاث سنوات من افتتاحها.. ومساهمة منا في تخفيف بعض أعباء الدروس الخصوصية علي كثير من الأسر.. قمنا بفتح معهد لدروس التقوية فتم نقل حلقات تحفيظ القرآن إلي المسجد .
ولكن ماذا نفعل حينما تحيض المعلمة؟
هل تدخل المسجد؟
أم تعطي التلاميذ إجارة قد تصل إلى خمسة عشر يوماً ؟
شغلتني القضية كثيراً ليس لأنني مُغيب عن الواقع الأليم الذي نحياه .. ولكن هذه المسألة فُرضت علينا فرضاً لكونها متعلقة ابتداءً بأمر هام في حياة المسلمين وهو أمر التعليم.. وبوجه خاص إذا ارتبط هذا الأمر بمسألة تخص المرأة وبحضورها وتأثيرها ومكانتها وكرامتها في المجتمع .
تأملتُ في الأمر طويلاً وسألت من أثق في علمهم .. فالكل أجاب بالمنع وعدم جواز دعيب المرأة الحائض المسجد .. بل نصحني بعضهم أن أبتعدَ عن هذه "السفسطة "وأن أنشغل بأمهات مسائل الدين وعظائم الأمور وكبريات القضايا!.
وكنت أرى الجواز - و لست من أهل الاجتهاد - وما كنت قد علمت أن أحداً قال بذلك .
فذهبتُ إلي رجل من أهل العلم والفضل حبيب إلي قلبي  وهو عندي أعلم من الأول فعرضتُ علي فضيلته وجهة نظري في هذه المسألة فردَ علي قائلاً :
أتأتي بما لم يأتِ به الأوائل ؟!!
مما زادني حيرة فوق حيرتي  وكدتُ أن أيأس ـ وما زلتُ رغم ذلك أري الجوازـ .. وأثناء نقاشي مع بعض الأصدقاء بعد صلاة الفجر  في أمر بعيد كل البعد عن هذه المسألة قال صديقي مغاضباً :
كيف يخالف الشيخ الحوينى جمهور العلماء ويقول بجواز مكث الحائض في المسجد؟ !
قلتُ :
وما دليله ؟
قال :
قياساً علي أهل الصفة ..  فكبرتُ وفرحت فرحاً شديداً  وزادَ بحثي في المسألة.. فوجدتُ جمهورَ العلماء علي حُرمة دعيب المرأة الحائض المسجد واستدلوا بأدلة.
 أذكر منها قول الله عز وجل: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ ".
حيث قالوا في هذه الآية مقدر محذوف  وهو موضع الصلاة  أي المسجد .. فلا يجوز دعيب الجُنب المسجد  إلا عابري سبيل استثناءاً في الآية .. واستدلوا أيضاً بقول النبي صلي الله عليه وسلم :
" إني لا أحل هذا المسجد لحائض ولا جنب"
وهذا حديث منكر وقد ضعفه أهل العلم .. واستدلوا على ذلك بما رواه البخاري (974) ومسلم (890) عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ :
" أَمَرَنَا تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ ، وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ " .
فمنع النبي صلى الله عليه وسلم الحائض من مصلى العيد  وأمرها باعتزاله .. لأن له حكم المسجد  فدل على منعها من دعيب المسجد .
أما الفريق الآخر  فعلي رأسهم الإمامان أبو داوود الظاهري والإمام المُزني من أئمة الشافعية فهم يرون عدم وجود دليل يمنع دعيب الحائض المسجد  فقالوا الأصل في الأشياء الإباحة واستدلوا أيضاً بالآية التي استدلَ بها الفريق الأول  وهى قول الله عز وجل:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ ".
حيث قالوا المقصود بهذه الآية " الصلاة " وليس " المسجد "  وأما عن عابري السبيل الذين ورد ذكرهم في هذه الآية فقالوا:
" أي المسافر ولم يجد ماء عليه أن يتيمم إذا أراد الصلاة وهو جنب " .
كما بين العلامة بن رشد الحفيد في كتابة القيم " بداية المجتهد ونهاية المقتصد " .. بل تأملوا أحبتي الكرام قول الله عز وجل :" حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ "
والقول يكون أثناء الصلاة وليس في مكان الصلاة وهو المسجد .. كما ادعي الفريق الأول من السادة الأئمة رحمهم الله .. بل ذهب بعضُ المعاصرين بالقول بالجواز وعلي رأسهم فضيلة المحدث الألباني حيث قال العلامة الألباني :
لم يصح في المنع شيء .. واستدل بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها  حينما حاضت أثناء الحج فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :
"أفعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي" .
فلم يمنعها النبي من دعيب المسجد الحرام  واستدل أيضاً بقصة السيدة عائشة رضي الله عنها حينما طلب منها النبي صلي الله عليه وسلم أن تناوله الخمرة من المسجد النبوي وتحكي رضي الله عنها:
 أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أناوله شيئاً من المسجد .. فقلت:
إني حائض .. فقال :
إن حيضتك ليست في يدك.
واستدل الألباني بقول النبي صلي الله عليه وسلم " المسلم لا ينجس" .. ولم يكن العلامة الألباني وحده من قال بذالك من المعاصرين .. فقد نقل الشيخ مصطفي العدوى الخلاف في المسألة  ثم أفتي بالجواز بشرط أن تؤمن تلوث المسجد .
أما الشيخ محمد حسان فقد صرح قائلاً :
الصحيح في المسألة ليس صريحا والصريح في المسألة ليس صحيحا .. ثم أفتي بالجواز .
وبعد هذا التفصيل...
فهل تمنعَ المرأة الحائض من دعيب المسجد لحضور مجالس العلم وسماع القرآن ؟!
أم تدخل وتجلس بجوار حمامات المسجد.. وكأنها رجس يجب اجتنابه؟!
فليعم الجميع أن المرأة مكرمة في الإسلام.. حتى وإن كانت حائضاً

صالح ابوالعباس
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 11/11/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى