مصر الى أين ؟

سؤال ملح يتبادر إلى ذهني متى أغمضت عيني .. مصر إلى أين ؟ نفس الظروف وقت أن أطيح بالنظام السابق و لم يتبدل أي شي وان كان تحول من سيء إلى أسوأ فالنظام الحالي في واد و جماهير الشعب الغاضبة في واد آخر و لم يتحقق لها أي شيء مما انتفضت عليه أين العدالة الاجتماعية .. أين الكرامة الإنسانية .. بل أين الحرية التي نادت بها الجماهير التي من اجلها قامت الثورة ودفعت من أرواح شهدائها و مصابيها الكثير . غلاء اسعار المواد الغذائية الضرورية وعدم السيطرة على السوق فى ظل سياسة التخبط الاقتصادية و حالة الفوضى التى تمر بها البلاد وارتفاع اسعار الخدمات المتمثلة فى ارتفاع اسعار الكهرباء و الغاز و استهلاك المياه اضافة الى ذلك الحالة المزرية التى وصلت اليها شبكات الصرف الصحى و المجارى و القمامة المنتشرة فى الشوارع تجعل المواطنون يشعرون بانهم لم يتقدموا للامام و لكن يتقهقرون للخلف مما يزيدهم اصرارا بالقيام بالتظاهرات التى سرعان ما يكون الاحتكاك بقوات الامن و بفرض الحل الامنى .
مانراه اليوم في تعامل وزارة الداخلية و المتمثلة في قوات الأمن مع المتظاهرين السلميين يفوق كل تصور .. من قتل العزل و سحل الأبرياء و سجن و تحرش و اغتصاب و هتك عرض و هي بالمناسبة نفس التهم التي يحاسب عليها الرئيس المخلوع ووزير داخليته و مساعديه .
إننا لا نقبل أن يقوم البعض بإحراق أقسام الشرطة أو المنشات العامة و لكننا لا نقبل أن يكون تعامل جهاز الشرطة مع الأبرياء ممن تقوم بالقبض عليهم بطرق عشوائية بهذه الفظاعة و الوحشية الممنهجة . وأن يكون تعامل رجال الشرطة مع من يقوم باعمال البلطجة و اعتقد بأنهم معروفون لهم تماما
اننى احمد الله على انه ليس من فلسفة الأسر المصرية حب امتلاك السلاح كما هو متبع و متعارف عليه في دول المشرق كسوريا و لبنان و العراق وإلا لكان الوضع اختلف كليا .
و لكن ما أخشاه فعلا هذا التصور مع تدفق السلاح من الحدود الشرقية و الحدود الغربية و قتها سيكون الوضع أصعب مما في سوريا و لكن مع اختلاف الرؤيا و الأدوار .
وقتها سيكون الندم اشد ندم مع قياس الانفلات الامنى ووجود السلاح في ايدى العابثين و صعوبة الحالة الاقتصادية وعدم تحقيق أهداف الثورة و محاكمات من تسببوا في قتل الشباب وحنق ساكني العشوائيات المهمشون و المنتشرون في كل محافظات مصر و يشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية بل الثالثة.. قد ينتج عنه ثورة جياع تقتلع الأخضر و اليابس مما ينتج عنه تدمير البنية التحتية و شبكات الكهرباء ووسائل المواصلات وقتها سيكون علينا بان نقبل بالامر الواقع و تعود البلاد الى الوراء عشرات بل مئات السنين .و سيكون علينا تحمل تبعات كل ذلك على حساب الاجيال القادمة فبدلا من ان نقوم برفع مستوى المعيشة لهم و نوفر لهم بلدا امنا يعيشون فيها نجعلهم يعيشون فى بلدا خربا متناحرا نجنا الله من هذا الهلاك و البلاء.
[img][/img]